التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مايو, 2021

قميص عثمان

قميص عثمان  خاو كبئر عميقة جفت مياهها  يصفر الريح بين جنباتها ويمضي يتعاقب عليها الليل والنهار معتمة  لا ضوء فيها  ولا ندى  تزورها بومة الضجر  تنعق  تنعق ومن ثمة تهوي في العمق السحيق تبني أعشاشا  تفرخ  وتنقر من يريد الاقتراب الشعر  كلمات مذابة بلهيب الجوارح وحين تتجمد تغلق مجرى الشرايين  تسد منافذ الهواء  تخنق الأنفاس  وتتمكن من الروح المرفرفة فتسجنها بين أقفاص الأوجاع تتململ  تريد أن تخرج أذرعها من قميص عثمان  الذي تورطت فيه فتزيد آلام النزف المسموم  الانتفاض  حركة هائجة  جموح الشباب الذي يتدفق حياة كسر للقوانين السارية  تمرد  عنفوان  ثورة كاملة وأنا أراوح بين الغضب والهدوء أندفع بكل رغبة أتطلع لممكنات كثيرة وأتراجع حين لا يعجبني الطريق خواء وانتفاض وثورة واندفاع وقصيد يترنح بين الأحاسيس يتشكل من برود وجموح ومن تصلب ومن بخار  ومن روح تخلصت من قميص عثمان _______________________________________________ بلال عرباوي ٢٠٢١/٠٥/٢٥

في مواجهة نفسي

  في مواجهة نفسي تتساءل صديقة افتراضية ماذا لو التقيت نفسك ماذا ستفعل أو ستقول؟ في البداية أجبتها مازحا "حتى ألقاها وسأعلمك بما دار بيننا" ولكنها لم تكتف باجابة عادية أرادت إجابة كاتب وخاطبت الخيال فيّ، "أنت مبدع ألك أن تتخيل اللقاء أم أنك مشغول؟" لم يكن السؤال في البداية محركا أو قادحا لملكة الكتابة عندي ولكن عندما مسكت قلمي ودفتري قفز أمامي من جديد وسألت نفسي ماذا لو التقيت بي؟ هل تتخيلون معي؟! أنتم وأنفسكم وجها لوجه، وكأنكم تواجهون مرايا الحائط، تقفون بانبهار امام ذلك الشخص الذي هو أنتم وتحاورونه وتحاججونه، هذا ما ذهب إليه تفكيري. أن تتعرى أمام نفسك دون نزع ملابسك، أن تكون شفافا، أن تراقب خلجاتك تدور في جسدك.. أليس هذا شعورا رائعا؟! ماذا ستقول لنفسك أم أنك ستبقى صامتا أمام هذا المشهد المهيب؟ في الحقيقة عبث بي السؤال، هل يقدر أي شخص أن يواجه نفسه بضحكاته وفرحه، بحزنه وانكساراته؟ أن تمرر يدك على تلك الأقطاب وجروح الزمن الغادر وأن ترى نزف روحك، أن تمد يدك لتقطف ذكرى رائعة وترسم بها ضحكة على محياك ولكنها تتسرب بين أصابعك لتعيدك للواقع. كل هذا ليس هيّنا، كل هذا ...