مقدود من ألم
لم يصنعني غير الألم
عجن قلبي بيديه القاسيتين
وعرك مهجتي مرارا وتكرارا
حتى صيرها متلهفة لكل قطرة إحساس
وكل هبة من شجن
بعد أن اجتاحتني أمواجه المتلاطمة
أصبحت مقدودا من لحن ونغم
حين أرغب في البكاء
تخرج مني أهازيج البداوة الحزينة
توشحها تنهيدات مقتلعة من أعماق التراب الندي
ويرن الناي بعدها ناشجا
وتدمع عين الغيوم عشقا
وتمطر السماء صبابة
وتسكب المحابر ريقها الأسود
لترتوي الصفحات البيضاء من أفواهها وتنتشي
حين تسعد خلجاتي
يصير اللحن أهزوجة الربيع
فتترنم الطيور المهاجرة بالغزل
وتقفز الحروف من أسطرها راقصة
كفتاة تركت كل مسحة من خجل
لتخرج القصيدة في فستانها مختالة
فتبهر الأسماع وتوزع القبل
على جبين من رام الانتشاء
بريق قصيد أو بلحن أمطار السماء
لم يصنعني غير الألم
قدح في فؤادي فتيل شمعة لا ينطفأ
وتلك الحرارة التي انتشرت
كسرب نمل في بيدر الحصاد لا يعرف أين المستقر
طوقتها بقبضتي
وسكبتها شعلة حبر في قلمي
وخطت منها ريشتي
كل تلك الجمل.
_______________________________________________
✍ بلال عرباوي ٢٠٢٠/٠٨/٢٣
رائع يا بلبل
ردحذفمرورك أروع
حذف