التخطي إلى المحتوى الرئيسي

نبش في الروح

 نبش في الروح

نبش في الروح


يخزني شعور الكتابة العظيم 

أحاول أن أمسك بتلابيب الحروف 

وأنسج منها ثوبا رقيقا

أو أغزل من خيوطها لوحة 

يسر لها الفؤاد وتأسر الناظرين

أحاول بناء ذلك الصرح المدعم

وأنحت من الكلمات رصفا متينا

لتعلو الكتابة ذراعا ذراعا 

كحصن مشيد من الغابرين 

محاولا طرق أبواب الصمت 

والتوغل في ثناياه كثيفة الظلام 

أسعى لكسر رتابة محيطة 

كأفعى الكبرى تلوي عنق الأيام

وتمتص طاقة النهار النشيطة 

وتغرقها في بحر من هلام

أطفو كاسفنجة صغيرة 

أو كزروق فك مرساه والناس نيام

أخذني المد إلى مسارب شتى 

وأغلق أمامي باب الالهام

أدور في ثنايا نفسي بحثا عن نقطة ضوء 

أو شعاع مخفي بين كتل الظلام

أسترجع ذكرى البدايات 

وتدفق النشوة المسترسلة وسيلان الكلام

والآن أحاول العطف على تلك الأوقات

لأجول في أزمان السلام

وأخرج منتعش الروح منشرحا 

أروم الطيران بأجنحة الأحلام 

لأغزو مناطق جديدة 

وأكتشف دواخل نفسي المكتفية بالصمت بدل الكلام.

___________________________________________________بلال عرباوي ٢٠٢٠/١١/٠٢

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مهما بعدنا ما تغيرناش الأيام

  مهما بعدنا ما تغيرناش الأيام هكذا يرى البعض، يرى أن الود يبقى قائما كما البداية وحرارة المشاعر تبقى كما نشأت أول مرة، يرى أن الأيام تمسح على رؤوسنا دون أن تحدث في روابط علاقتنا شروخا أو كسورا مستدامة.  ولكن هل فعلا يبقى الود كما نشأ؟  القلوب هذه المضغ المتقلبة التي يدعو البشر ربه ليثبتها على دينه هل تراها تبقى بذات حرارتها تجاه البشر؟ هل تراها تبقى بعنفوان محبتها وقوة ارتباطها وهي التي تتقبل ضربات الأيام المتتالية وهزائمها المتكررة وتنزف في صمت حين تكسرها الخطوب وتبكي دون دموع حين تعضها المشاكل فهل تبقى كما كانت؟  البشري هو الكائن الوحيد الذي يقدر على محو علاقاته واعادة بنائها، هو الكائن الوحيد الذي يحبك اليوم ولكن حين تنطفئ حرارة حبه يستلك من جراب فؤاده ويلقيك لسلة الأيام ولا تبقى غير صور وأقوال يتذكر بها وجودك أما الحب فتطمره اللامبالاة والخيانة والبرود والكذب وغيرها ويتحول شيئا فشيئا لغبار ذكرى وأشرطة صور مخزنة في رفوف قصية. ستعركنا الأيام، نتغير مع كل حادث يجد في حياتنا، مع كل ضربة جديدة في قلوبنا نسلخ معها جلدنا القديم لنكون أقوى ولكننا في تغييرنا هذا ننزع عنا...

التقاط جن الكتابة

  التقاط جن الكتابة أردت أن أكتب هذه الليلة، هناك قوة تدفعني للقلم ولكنني لا أملك موضوعا لذلك، كتبت نصف قصيدة ولمّا أحسست أنني أكابد في استكمالها  ضغطت على زر الالغاء، يبدو أن الشعر أصبح عسيرا عليّ هذه المدة. لم تنصفني مشاعري منذ زمن لكتابة بيت جيّد وأرى أن معينه بدأ يجف وفرصي لكتابته تقلصت بشكل كبير.  قرأت في إحدى المرات أن التجدد هو منبع الشعر، والبقاء مسجونا بين جدران الغرف يقلل فرص كتابته فموضوعاته تتكون من مشاهدات الشاعر وبالمكوث حبيسا  في غرفتك ستذبل طاقتك الكتابية وينضب معينك الذي تنهل منه ويخبو إلهامك الذي تستدر منه الكلمات وأظن أن هذا الكلام ينطبق على حالتي الآن.  قبل قليل كنت منتش بشعور مفاجئ جعلني أمد هاتفي للامساك بتلابيبه وصبه في قصيد ولكنه لم يطاوعني وسرعان ما جافاني ليبقى أثره فقط يتردد بين قلبي وشراييني.  عادة، لا أكتب الشعر إلا حين أحس بتلك الوخزة اللذيذة تتكون في أطرافي، كتكوّن سحابة ممطرة تبدأ بالقليل القليل ثم تتجمع وتعم أرجاء السماء وحين تمتلأ بالماء تصب خزائنها على أرضي.  أما نشوتي تلك التي تعترني قبل الكتابة ولا تنتهي إلا بانتهاء...

أنا حر.. أنا حر

أنا حر.. أنا حر حين افتككنا حريتنا  ورحل الطاغية مصاص الدماء  قلنا أننا سنطير بأجنحة جديدة  وسنحلق في الفضاء دون قيود تشدنا  سنبلغ الأفق البعيد  ونلامس الغيمات بأصابعنا  ونفرد طموحاتنا على قارعة الفضاء  ونتركها تتخفف من سلاسل الجاذبية المكبلة  ستطير مبتعدة تروم نقطة اللاعودة  وسنلحق بها بنشوة غامرة  لم نفكر أن العبيد سيحنون للعصا والمطرقة لم نفكر أن اللجام عادة  وأن العادة متأصلة متجذرة حين افتككنا حريتنا ذات شتاء امتزجت دماؤنا بالدموع  ولكن الفرح قد سرى في عروقنا  ها قد هزمنا غريمنا لم نقتلع جذوره المتعفنة  وبدأنا في حراثة أرضنا  وكلما زرعنا بذرة واخضرت أوراقها  نشب من تحت التراب نابه وغرز فيها ذلك العفن  أيا شعبا ضحى بأولاده حين استكان الجميع وشهد الدماء تسيل من ذلك الصريع وبكى الأهل والرفاق بسيل من دموع  مغادرة شمعة مضيئة وحمل وديع ها قد عاد العبيد يطلبون جراء مصاص الدماء ويرفعون من قدرهم الوضيع يتسابقون بالتمسح على أعتابهم ...