فرصة للتسكع
بت لا أفعل شيئا
أتسكع كمتشرد فقد بوصلة قلبه
لا يهمه إن اتخذ منحى تصاعديا
أو أن ينزل في سقوط حر
المهم أن يتخفف من هكذا شرود للذهن
أن يحس أنه فاعل
وأن الحياة رغم مطبات طرقاتها
مازالت تعطيه فرصا أخرى للتسكع
الآن أصبح كل شيء غير ذي بال
أن تتعرى هكذا على قارعة طريق الحروف
أن تخرج كالوليد الصغير للضوء
وتغمض عينيك وتصرخ ملء صدرك وأنت عار إلا من رداء من معاني
تهرب بين فيافي المعاجم
تدخل لب البحث المستمر عن التجديد
تسارع للخروج وأنت مشوش التفكير
أأنت من ولج عميقا كغطاس يكتشف سبر ظلمات المحيط
أو كمستغرق في حلم ثقيل يخنق فيه أحدهم أنفاسك
بت لا أفعل شيئا
سوى الاسترخاء ليلا ونهارا
أو الإبحار دون سفينة أو ربان
هكذا في قوارب من قش الأحلام
أو من ورق مقوى أصنعه من شغفي الأثير
وحتى لا يبلله الماء
وحتى لا يغرق في بحور الأوهام
لا ألقيه في يم الرتابة البغيض
أتسكع روحيا بين العوالم والأكوان
وأجلس هنا بين جدران محبسي أفني الأيام
في التجول والترحال
___________________________________________
بلال عرباوي ٢٠٢٠/١١/١١
تعليقات
إرسال تعليق