فراق محدق
عز عليها بعدي وابتعادي
وتحشرج صوتها بالدموع
حين حررتها من عجزي ومحابسي
وأطلقت قلبها من بين أصابعي
سمعتها وقد سالت عبراتها الحارة
على خدها الأسيلِ تطلق زفرة
وتئن من هول الفراق المحدق
تنظر بعين المستراب للأفق البعيد
ويهتز فؤادها المتيم للخبر الفاجع
عز عليها بعدي وابتعادي
وتحشرج صوتها بالدموع
حين فكرنا في أيامنا الآتية والمصاعب
وتحدثنا عن سبيلنا إلى أين يذهب؟
أإلى اللقاء والتمتع بحب جارف؟
أم إلى فراق دونه عديد الحواجز
حررتها من قبضتي
أردتها كعصفور الربيع المحلق
يصفر بألحانه حيث يشاء
وينزل على غصن أخضر يعانقه
لا أن يبنيّ عشه على عود يابس
أردتها أن تستوطن قلبا ينبض جسمه بالحرارة
ولكنها عز عليها التحليق بين غيوم السماء السابحة
وتشبثت بالبقاء حتى وإن
لم يكتب لنا قرب أو لقاء
أو حتى إن باعدت بنا السبل والفيافي
وتعاظمت العوائق والمصاعب
عز عليها بعدي وابتعادي
وتحشرج صوتها بالبكاء
حين أطلقت سراحها من عجزي ومحابسي
وبكت وهي تودعني لليلة ثانية
فسالت لدموعها بنات عيني
وزفرت من أعماقي ثقل تلة
أو جبل رزح لدهر فوق أنفاسي
وجذبت قلمي أحبر لحظة
لعلها تبقى ذكرى إن تخلفنا عن الميعاد
عز عليها بعدي وابتعادي
وتحشرج بالدمع صوتها الرنان
وسال على خدها الأسيل كقطرات الندى
أو كحبات لؤلؤ تناثرت من أجياد الحسان
________________________________________________
بلال عرباوي ٢٠٢٠/١١/١٣
تعليقات
إرسال تعليق