التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

جاك ما حكاية نجاح

                جاك ما حكاية نجاح من منا لا يعرف جاك ما jack ma مؤسس موقع "علي بابا alibaba"  ذلك الشاب المغمور الذي صعد صعودا صاروخيا في عالم المال والأعمال وتربع على عرش الريادة في الصين. جاك ما لم يكن غير مدرس أنقليزية لا يعرفه أحد يتقاضى أجرة شهرية ب120 يوان أو ما يعادل 15 دولار، ولم يكن راضيا تماما على هذا الوضع، فاختار الاستقالة والبحث عن فكرة أخرى تجعل منه أحسن ماديا. في عمر الثلاثين في عمر الثالثين ذهب جاك ما لأمريكا أين رأى لأول مرة في حياته حاسوبا ولامس لوحة مفاتيحه ومن هنا أتت فكرة تأسيس موقعه الالكتروني والعمل على الانترنات. في حوار له مع الصحفي تشارلي روز يتحدث جاك عن أسباب تربعه على عرش إمبراطورية مالية وبلوغه مصاف الملياردات ويقول أن كلمة "لا"  كانت محفزه ودافعه للبروز. " آمن بما تفعله، أحبه،  سواء أأحب الناس ذلك أم لم يحبوه، كن بسيطا، الحياة كعلبة شوكولا، لا تعرف محتواها ولا تعرف على ماذا ستحصل" https://m.youtube.com/watch?v=2baJreTbMvs&feature=youtu.be لم يكن طريق جاك ما معبدا، ولم يكن والداه غير ممثلين يؤ

رحالة مغمض العينين

                 رحالة مغمض العينين  سكنت الأصوات  إلا من عصفور متشرد  يراود لهيب الأفق بزقزقاته وذبابة خلى لها الجو  فحسبت أنها ملكة المكان الجدران تنام ملء جفونها لا تعذبها أمواج الذبذبات المتكسرة على أعتابها  وأنا أغلقت عيني كي أرى روحي تفر من سجن المكان  وترفرف في الفضاء أذهب بعيدا في اللامكان  ويروقني التمشي على الشاطئ دون مواقيت  ضوء النهار المتسرب من الغرفة حسبته انعكاس القمر والسواد الذي يلف اغماضتي هو ليلي الطويل البحر هاهنا من مشاعر  والغطس فيه دون أطواق نجاة العمق يغري بالغرق والسطح زبد ذابل أغمضت عينيّ كي أرى وفتحت صمامات جوارحي وغصت في المعاني أجوبها  وأجلو حلوها الماتع هنا عالم السكون شاسع  وأنا رحالة يتجول دون أشرعة أستكشف عمق المحيط بغطسة  وأعود بشعر طافح  يملؤه ملح المشاعر والصفاء _______________________________ بلال عرباوي 2020/05/26

مراجعة كتاب الطريق إلى محتشد رجيم معتوڨ

 مراجعة كتاب "الطريق إلى محتشد رجيم معتوڨ" وصل يوم 23 جانفي 2020 الكتاب الذي أنتظره من أيام "الطريق إلى محتشد رجيم معتوڨ"، كنت متشوقا لسبر أغوار سيرة ذاع صيتها على وسائط التواصل الاجتماعي و نفذت طبعتها الأولى بعد أيام من صدورها . الخال صديقي الفايسبوكي، كنت أتابع تدويناته و أتلذذ لغته العربية و شعره البدوي و " تخريجاته" المازحة، رغم أنني حديث عهد بصداقته و لست من أولئك القدامى الذين واكبوا رحلته في المحتشد عبر ردهات هذا الفضاء. انطلقت كعادتي لمّا يصلني كتاب جديد في التهام الورقات و التهام سيرة المعتقل من رحاب الجامعة التونسية أواخر حكم بورڨيبة وأوائل حكم بن علي، في مقهى النصراوي نشأت الفكرة وتبلورت ورأت النور. حلقات حلقات كانت تتكون الطريق، في البدء كان الكابوس و تلته رحلة الجيب من الداخلية حتى رجيم معتوڨ. الخال أبدع في نقل أحداث أشهر معدودة بين ربيع 87 و خريفه، لغويا و مشاعريا، وتصويريا. أما اللغة فهو سيدها و كيف لا وهو المعتقل من مدارج كلية منوبة من قسم اللغة العربية وهو الخطيب الذي قال لا في وجه نظام بورڨيبة المترنح بفعل الشيخوخة المستسلم

الإرادة نار الأحلام المحققة

                 الإرادة نار الأحلام المحققة في حياتنا مررنا بتجارب كثيرة أو قرأنا عن تجارب ترك أصحابها بصمة في العالم، بقوة عزيمتهم وإصرارهم اللامتناهي على بلوغ الهدف المنشود . هؤلاء الأشخاص كان مبلغ حلمهم أن يحققوا طموحا واحدا و أن يبلغوا مرادهم و حلمهم الأول الذي نشأ في نفوسهم على هشاشتها و غضاضتها . لم يكن هؤلاء الّذين ارتقوا مميزين عن غيرهم سوى بسلاح الإرادة، كانت لهم عزائم لا تقهر ونفوس لا تهزم وأرواح مجاهدة في سبيل الحلم وكان الحلم يتقد في جوارحهم فيشتعلون رغبة لتحقيقه. هؤلاء الأشخاص برزوا الآن كأيقونات، يعرفهم القاصي والداني، تفرقوا على  أنحاء العالم ولكن جمعتهم قوة إرادتهم وطموحاتهم  المحققة. طه حسين  أذكر وأنا بعد في مرحلة الثانوي أني قرأت سيرة الكاتب طه حسين "الأيام"، كان طفلا ضريرا، متوقد الشعور والإرادة، وأذكر مما كتب عن تجربته أنه التقم لقمة وجال في خاطره أن من حوله يغمسون الخبز بيديهم الاثنتين في المرق ففعل وأثار فعله موجة سخرية من بقية أفراد عائلته، لكن والده طبطب عليه وأعلمه أن يا بني التقم اللقمة بيد واحدة فكلنا يفعل هذا . أوردت

طائرة الحب

طائرة الحب أنهكتني المشاعر الطافحة أحرّرها كطائرات ورقية أرسلها لتوصل رسائل جامحة وتدق قلوبا للحبِّ طامحة فتصطدم بجدران عاتمة يجبرها الشتاء على التحليق منخفضة فتعلق الأشواك بأذيالها وتنهك الخيبات حبالها فتعود إليّ باكية شاكية.. ذلك البرود.. وذلك الجليد.. وتلك العتمة الطاغية على أبواب القلوب النابضة أنهكتني الدروب القاحلة لا وردة في الثنايا ضاحكة لا عشبة خضراء ناعمة لا بلبلا يصدح مغازلا بُلْبُلَة ينكسر على أعتاب مظلمة قبس نار وشعلة ملتهبة وأعود من جديد لطائراتي الورقية أسيّرها أحرّكها حيث الرّبيع مزهرا حيث الجبال العالية وأطيّرها مع النسور الجارحة فوق السّحاب و بين الضباب والأمطار الهادئة وأرخي الحبال تارة لتطفو فوق ربوة و حينا آخر أشدها لتلمع أجنحتها الرائعة ولحظة تهوي الطائرة يأتي القصيد صادحا يالها من جوارح فائضة وكلمات عشق ماتعة. ________________________________________ بلال عرباوي 2020/02/03

حروف أولى

حروف أولى ساعة تنكسر و لا يبقى لك من قوة سوى تلك التي  تساعدك فقط على الشهيق و الزفير .. ساعة يتمكن منك الضعف و الوهن لأقصى الدرجات ، و تبقى تنتظر أن تسلم الروح لبارئها لأنك استنزفت كل طاقتك في المعارك السابقة.. ساعة تناجي ربك أن يا الله ، خلص هذا الجسد و استقبل هذه الروح المتعبة عندك.. في تلك الساعة التي تنطبق فيها أجفانك على سواد الحياة تنشأ رؤيا من الرماد و تنتشر في شرايينك كأنها صعقة كهرباء فتنتفض جميع جوارحك و تستعيد ما كمن  فيك لتنهض من جديد و كأنك خلقت و كُوِّنت تكوينا و انشاء  و بعثا جديدا. ساعتها ، تقفز إلى العالم لتتحداه و لتقف على ناصية أحلامك القديمة و تشع كأنك شمس صباح جديد

مراجعة كتاب التوت المر

                             مراجعة كتاب التوت المر   التوت المر ، مفارقة عجيبة يضعها الكاتب في العنوان ، فالمعروف على التوت انه من ألذ و أحلى الفواكه ، لكن كيف يكون مرا؟ و المرارة هي ما لا يستساغ و ما لا قبل للمتذوق به فكيف لآكل توت ان يتحمل مرارته؟ الاحالة من العنوان تجذبنا لنتذوق بدورنا توتا مرا و نعيش حكايات الشخصيات كأننا في ذلك الزمن الذي دارت فيه الاحداث. يبدأ الكاتب بتحضرينا و تجهيزنا لصلب الحكاية بمدنا بمعطيات عن الشخصيات في الجزء الاول و يصور لنا بعضا من المرارة التي جسدها العنوان ، فالغربة عن الاوطان مرارة لا تمحوها السنين حتى و إن تموضع الشخص و تأقلم  داخل المجتمع المضيف تبقى الغربة تؤرقه و يبقى هاجس العودة الى موطنه الأم يراود تفكيره .  منذ البداية يبدأ الكاتب في طرح مواضيع اجتماعية على القارئ كي يفكر فيها ، فعائلة الحاج عثمان نموذج اجتماعي للعائلة الشريدة التي جنت عليها الحرب و الظروف. و لتقديم الشخصيات الرئيسة للرواية ، اخذنا المطوي في رحلة الى الجنوب التونسي حيث يختلط التونسي المولد بالليبي الاصل ليكونا مجتمعا مختلطا صغيرا ، فيه من علاقات التصاهر و الاخوة ما

سفن الغياب و أشرعة العودة

  سفن الغياب وأشرعة العودة يقولون أن في ديسمبر تنتهي كل الأحلام .. بت أرقب هذا الشهر   نهايته كما يرقب السقيم خلاصه ، في كل سنة يمر هذا الشهر بطيئا ثقيلا و كأنه ينتزع منا أرواحنا ، فنخسر علاقة بنيناها ، و تضمحل أخرىو تبقى أخرى معلقة فلا هي انتهت لترحل بثقلها و لا هي عادت لها جذوتها . في هذا الشهر ، تقفر القلوب من المشاعر و كأن الكل قد فرغت خزائن قلبه من الخلجات ، و بقي على حافة الانتظار لتأتيه السماء بخزان جديد. تحوم النوراس في ملتقى صحراء الأيام و برود الشتاء ، لتبشر بقدوم موسم الأمطار ، فتسكن أراضي القلوب المنهكة و تبقى في انتظار أفول العام و تكسر ما بقي من أحلام معلقة على جدران الزمن.  ثم تأتي سفينة ، تمد أشرعتها في الفضاء لتلقي حبلا لمن بقي صامدا دون انفجار قلبه فينتشله من المرفإ القديم المتهالك بفعل مرور الأيام. في ديسمبر تنتهي كل الأحلام ، لتتكون البدايات الجديدة و تنبثق كطائر الفينيق من رماد الأيام المنصرمة لتخبرنا أن لكل بداية نهاية و كل نهاية هي بداية جديدة.