التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

مشاركة مميزة

مهما بعدنا ما تغيرناش الأيام

  مهما بعدنا ما تغيرناش الأيام هكذا يرى البعض، يرى أن الود يبقى قائما كما البداية وحرارة المشاعر تبقى كما نشأت أول مرة، يرى أن الأيام تمسح على رؤوسنا دون أن تحدث في روابط علاقتنا شروخا أو كسورا مستدامة.  ولكن هل فعلا يبقى الود كما نشأ؟  القلوب هذه المضغ المتقلبة التي يدعو البشر ربه ليثبتها على دينه هل تراها تبقى بذات حرارتها تجاه البشر؟ هل تراها تبقى بعنفوان محبتها وقوة ارتباطها وهي التي تتقبل ضربات الأيام المتتالية وهزائمها المتكررة وتنزف في صمت حين تكسرها الخطوب وتبكي دون دموع حين تعضها المشاكل فهل تبقى كما كانت؟  البشري هو الكائن الوحيد الذي يقدر على محو علاقاته واعادة بنائها، هو الكائن الوحيد الذي يحبك اليوم ولكن حين تنطفئ حرارة حبه يستلك من جراب فؤاده ويلقيك لسلة الأيام ولا تبقى غير صور وأقوال يتذكر بها وجودك أما الحب فتطمره اللامبالاة والخيانة والبرود والكذب وغيرها ويتحول شيئا فشيئا لغبار ذكرى وأشرطة صور مخزنة في رفوف قصية. ستعركنا الأيام، نتغير مع كل حادث يجد في حياتنا، مع كل ضربة جديدة في قلوبنا نسلخ معها جلدنا القديم لنكون أقوى ولكننا في تغييرنا هذا ننزع عنا ما حملناه رويدا رو
آخر المشاركات

كفيل

  كفيل انتشرت في السنوات الأخيرة في العالم العربي منصات العمل الحر وأخذت صداها بسبب اتجاه الشباب العاطل عن العمل إليها كحل بديل للوظائف التقليدية واعتبارها الملاذ الكفيل بكسر طوق البطالة عنه.. وقد اشتهر بعضها كمنصات أولى في العالم العربي وفرت ما يبحث عنه باعة الخدمات ولكن في السنوات الأخيرة ظهرت منصات جديدة تضاهي الأولى من حيث الجودة وسلاسة الاستخدام. ونذكر هنا منصة كفيل التي بدأت في أخذ الصدى المناسب لها وتوسع نطاق استخدامها والاهتمام باستعمالها من قبل طالبي الخدمات والباعة على حد السواء. منصة كفيل هي منصة للخدمات المصغرة سعودية المنشأ وعربية اللغة والخدمات فتحت بابا جديدا أمام بائعي الخدمات المصغرة لتحصيل عمولات وإيجاد سوق عمل أخرى إضافة للأسواق القديمة في منصات بيع الخدمات المصغرة القديمة. كيفية العمل في منصة كفيل ليس أسهل من العمل في منصة كفيل فالمطلوب منك هنا أن تكون لديك مهارة تقدمها كخدمة مصغرة وتشارك في منصة كفيل كمستقل أو بائع خدمات مصغّرة. أولا عليك التسجيل في منصة كفيل وهذا سهل جدا فما عليك سوى الدخول للمنصة وتسجيل بياناتك الشخصية وكتابة نبذة تعريفية عنك تساعد الباحثين

كيف أصير كاتبا عميقا؟

  كيف أصير كاتبا عميقا؟   لا أعلم حقيقة ما معنى أن تكون كاتبا عميقا.. لا أعرف ما اصطلح عليه باسم العمق في الكتابة وكيف تكون حروفك التي تنسجها ذات مفاهيم عميقة..  لا تضجروا من الكلمة فأنا أبحث عن تفاسير ولا أستطيع الآن أن استبدلها بمرادف يقلل من التكرار ويجعل من النص أسلس  وأعمق.. إنني في خضم تساؤلات عميقة.. أرى الكلمة منذ مدة يتداولها رواد هذا الفضاء، يتغزلون كل مرة بنص ويمهرونه بالصفة الأحب إلى قلوبهم ويبدو أنها الوحيدة التي تصف بدقة متانته وجودته والإفادة الحاصلة منه.. فيطلق عليه عميق ويوسم صاحبه كذلك..  ولست أدري مالي أنفر من كل نص ختم بهذا المصطلح ألأن الكلمة لا قياس لها ولا تعريف يحددها أم أن غيرة خفية تتملكني.. وهذا حقيقة ما جعلني أكتب في هذا الموضوع. نعم أنا أتساءل أحيانا لم لا تمهر نصوصي بصفة العميق؟ ألقصور بها؟ ألضعف متنها ومعانيها؟ ثم أثوب إلى رشدي وأضحك من نفسي ومن أسئلتي فالكلمة في لغة الأدب لا تعني شيئا ولا تنسيب لها ولا مرادفات..  ثم إنني أقرأ أحيانا نصوصا يطلق عليها عميقة، فابحث عن قوة الكلمة فلا أجدها، وأبحث عن قوة الإحساس فلا أجده، وأبحث عن صدق القول فلا أثر له وأبحث ع

التقاط جن الكتابة

  التقاط جن الكتابة أردت أن أكتب هذه الليلة، هناك قوة تدفعني للقلم ولكنني لا أملك موضوعا لذلك، كتبت نصف قصيدة ولمّا أحسست أنني أكابد في استكمالها  ضغطت على زر الالغاء، يبدو أن الشعر أصبح عسيرا عليّ هذه المدة. لم تنصفني مشاعري منذ زمن لكتابة بيت جيّد وأرى أن معينه بدأ يجف وفرصي لكتابته تقلصت بشكل كبير.  قرأت في إحدى المرات أن التجدد هو منبع الشعر، والبقاء مسجونا بين جدران الغرف يقلل فرص كتابته فموضوعاته تتكون من مشاهدات الشاعر وبالمكوث حبيسا  في غرفتك ستذبل طاقتك الكتابية وينضب معينك الذي تنهل منه ويخبو إلهامك الذي تستدر منه الكلمات وأظن أن هذا الكلام ينطبق على حالتي الآن.  قبل قليل كنت منتش بشعور مفاجئ جعلني أمد هاتفي للامساك بتلابيبه وصبه في قصيد ولكنه لم يطاوعني وسرعان ما جافاني ليبقى أثره فقط يتردد بين قلبي وشراييني.  عادة، لا أكتب الشعر إلا حين أحس بتلك الوخزة اللذيذة تتكون في أطرافي، كتكوّن سحابة ممطرة تبدأ بالقليل القليل ثم تتجمع وتعم أرجاء السماء وحين تمتلأ بالماء تصب خزائنها على أرضي.  أما نشوتي تلك التي تعترني قبل الكتابة ولا تنتهي إلا بانتهاء دفق الكلمات حيث أسكبها في دفتري ا

مراجعة

 " الخوف " ليس أقسى على الإنسان من شعور ممض يؤرق يومه، وليس هناك أمر من شعور الخوف الذي يسكن القلب والعقل.  من هنا انطلقت في قراءة رواية "الخوف" للكاتب النمساوي ستيفان زفايغ التي امتدت على ثلاثة وثمانين صفحة فقط ولكنها غاصت جيّدا في الشعور الانساني الأكثر رعبا والأكثر قسوة على قلب أي امرئ على وجه البسيطة. شخصيات زفايغ ليست بالكثيرة وذلك لطبيعة روايتاه القصيرة وهذا حسب رأيي طبعا فالرواية المكثفة لا تتطلب دخول عدة أشخاص لحياة البطل فيضطر بعدها الكاتب للغوص في تفاصيلهم وتطول الرواية إلى حد الاتيان على جميع الشخصيات الرئيسة وصفا وتمييزا كي تتناسق الأحداث وتتلاحم الشخوص لتعطينا رواية مميزة، انما هي رواية تدول حول بطل واحد وفي بعض الأحيان هذا البطل لا يتحرك من مكانه مثلما كان في روايته "رسالة من مجهولة" فقط زفايغ يغوص في دواخل شخصياته ليرينا ما يعتمل فيها من اضطراب أو فرح أو خوف أو حب أو هوس. في روايتنا اليوم الشخصية الرئيسية تدعى إيرين شابة في الثلاثينات من العمر متزوجة ولها ابن وابنة، استهوتها مغامرة العشق مع عازف بيانو فانغمست فيها لتشعر بالحياة تتدفق في كيان

قميص عثمان

قميص عثمان  خاو كبئر عميقة جفت مياهها  يصفر الريح بين جنباتها ويمضي يتعاقب عليها الليل والنهار معتمة  لا ضوء فيها  ولا ندى  تزورها بومة الضجر  تنعق  تنعق ومن ثمة تهوي في العمق السحيق تبني أعشاشا  تفرخ  وتنقر من يريد الاقتراب الشعر  كلمات مذابة بلهيب الجوارح وحين تتجمد تغلق مجرى الشرايين  تسد منافذ الهواء  تخنق الأنفاس  وتتمكن من الروح المرفرفة فتسجنها بين أقفاص الأوجاع تتململ  تريد أن تخرج أذرعها من قميص عثمان  الذي تورطت فيه فتزيد آلام النزف المسموم  الانتفاض  حركة هائجة  جموح الشباب الذي يتدفق حياة كسر للقوانين السارية  تمرد  عنفوان  ثورة كاملة وأنا أراوح بين الغضب والهدوء أندفع بكل رغبة أتطلع لممكنات كثيرة وأتراجع حين لا يعجبني الطريق خواء وانتفاض وثورة واندفاع وقصيد يترنح بين الأحاسيس يتشكل من برود وجموح ومن تصلب ومن بخار  ومن روح تخلصت من قميص عثمان _______________________________________________ بلال عرباوي ٢٠٢١/٠٥/٢٥

في مواجهة نفسي

  في مواجهة نفسي تتساءل صديقة افتراضية ماذا لو التقيت نفسك ماذا ستفعل أو ستقول؟ في البداية أجبتها مازحا "حتى ألقاها وسأعلمك بما دار بيننا" ولكنها لم تكتف باجابة عادية أرادت إجابة كاتب وخاطبت الخيال فيّ، "أنت مبدع ألك أن تتخيل اللقاء أم أنك مشغول؟" لم يكن السؤال في البداية محركا أو قادحا لملكة الكتابة عندي ولكن عندما مسكت قلمي ودفتري قفز أمامي من جديد وسألت نفسي ماذا لو التقيت بي؟ هل تتخيلون معي؟! أنتم وأنفسكم وجها لوجه، وكأنكم تواجهون مرايا الحائط، تقفون بانبهار امام ذلك الشخص الذي هو أنتم وتحاورونه وتحاججونه، هذا ما ذهب إليه تفكيري. أن تتعرى أمام نفسك دون نزع ملابسك، أن تكون شفافا، أن تراقب خلجاتك تدور في جسدك.. أليس هذا شعورا رائعا؟! ماذا ستقول لنفسك أم أنك ستبقى صامتا أمام هذا المشهد المهيب؟ في الحقيقة عبث بي السؤال، هل يقدر أي شخص أن يواجه نفسه بضحكاته وفرحه، بحزنه وانكساراته؟ أن تمرر يدك على تلك الأقطاب وجروح الزمن الغادر وأن ترى نزف روحك، أن تمد يدك لتقطف ذكرى رائعة وترسم بها ضحكة على محياك ولكنها تتسرب بين أصابعك لتعيدك للواقع. كل هذا ليس هيّنا، كل هذا

بنيان من لهفة

 بنيان من لهفة   مازال طيفها يسكنني بقايا صوت تتردد في أذني وتلك الرنة الّتي تصدرها ضحكتها مازالت تنخر عظمي مازال خيالها يلبسني يلتحف روحي المتعبة  ويزيد في ألمي  ويزيد في وجعي أحاول أن أنسى أن أتلهى عن زمن قد حفر بأنياب من عشق أخاديدا موغلة في النفس مازالت تلك الآهة الصادرة حين أوجعها تصريحي تستوطن صدري كسكين من ألم فيه قد غرس مازال الحنين يعيد إليّ الذكرى وتلك المصادفة اللذيذة الحلوة مازلت أهرب إلى الخيال يحصنني حين يستبد بي شوقي للحبّ أحارب كي أمضي في درب جديد يشغلني عن التذكر والحزن عن النبش في أحافير الأيام الهاربة  عن القعود على هضاب الطلل المنسي  عن الرسائل المودعة في صناديق الأفئدة مازالت روحي معلقة  ومازالت موقدة ناري أزاميل قد دقت بين أضلاعي  لم تنسف أسافين الهجر مواقعها تقاطرت منها روحي شاردة والتصقت ببنيانك المشيد من لهفة مزال الحنين يسكنني  وبقايا صوت يتردد في أذني. ____________________________________ بلال عرباوي    ٢٠٢١/٠٣/٠١

القدوة الحسنة والشهرة السريعة

  القدوة الحسنة والشهرة السريعة ١٠٠ ألف منقطع عن التعليم في تونس سنويا رقم مفزع إذا ما قرن بأسباب أخرى ومنها خاصة غياب الطموح الدراسي والنظرة السوداوية للشهادات العلمية التي أصبحت عبئا على حاملها ومنه انطلق الشباب في تحصيل الشهرة والاقتداء بعالم الافتراضيين الشاسع.   إن التطور السريع للعالم وخاصة التكنولوجي منه جعل من طريق الشهرة طريقا قصيرا واستسهله الجميع لبلوغ الأضواء الساطعة والبرهجة اللامعة وهذا ما أثر على الجيل الصاعد الذي رأى فيها طريقا مختصرة وهدفا سريع التحقق على عكس الارتقاء العلمي والنبوغ الفكري ولئن كان الإبداع ضرورة ثقافية وحضارية فإن تتفيهه وترذيله يعبر عن ثقافة منتكسة وقاصرة عن انتاج القيمة.  في تونس الحرية انتشرت الوسائط الاجتماعية بعد ملحمة ٢٠١١ لينعم الشعب بحرية تامة جسدتها طفرة في الانتاج الفني واكتساح عالم اليوتوبرز والمدونين والفنانين للمجال الثقافي وبما أن هذه المنصات سريعة الانتشار كان بروزهم صاروخيا وشهرتهم واسعة مما حدى بالجيل الأقل سنا تتبع خطواتهم وجعلهم قدوات ومقامات يريدون وصولها ومما زادة في الطينة بلة أن الدولة لم توفر لهذا الجيل أي أفق للدراسة والرغبة في

التسول من الشارع إلى أروقة الفايسبوك

 التسول من الشارع إلى أروقة الفايسبوك كنت منذ سنوات أتعجب من ظاهرة التسول الّتي انتشرت بكثرة انتشار النار في الهشيم وكنت أشاهدها بحيرة كيف لا؟! وأغلب هؤلاء قادرون جسديا على العمل وتحصيل قوتهم اليومي دون عناء "الطلبة" وإذلالاها المتكرر. المثير أن هؤلاء أو البعض منهم كان يصر على مساومتك في ما قد تجود به، حين يسألك رغيف خبز أو قارورة ماء أو غيرها، لا يرديها عينية وإنما يساومك لأخذ ثمنها نقدا وإن أصررت على شرائها بنفسك وتقديمها له يستكبر ويدير عنك وجهه ويذهب.  اللافت أيضا وجود الأطفال القصر والرضع في أحضان أمهات( أشك أحيانا أنهن لسن أمهاتهم) وتلك المناشادات الحادة والمبالغ فيها حتى تقطع نياط قلبك وتهز أركانك، فحين تستمع لإحداهن وهي تستعرض موهبتها في فن استدرار العواطف والضغط القلبي الذي تمارسه على إحساسك وفؤادك لتقود يدك صاغرة إلى ثنايا جيبك فتمدها بما جاد به عطفك ورحمتك لهذه "الأم" المعذبة ولطفلها اليتيم( أغلب صرخاتهن المؤلمة أنّ أطفالهن أيتام وبلا عائل) تتبين أنها نغمات محفوظة ومتكررة فما أن تبتعد عن هذه الّتي يُتِّمَ طفلها حتى تعترضك أخرى تعيد نفس المشهد والكلمات وكأ