التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

مشاريع غير منجزة

مشاريع غير منجزة حين كنت صغيرا كنت أطمح لأكون طبيبا ولما ابتعدت عن أحلام الطفولة  لم أنجز حلمي الأول  كنت أريد أن أكون باحثا  ولكن لم تسعفني قوتي دماغي هذا الذي يصب هذه الكلمات  لم يقدر على بلوغ ذروته اختلط عليّ الأمر ولم أتبين طريقي  طريقا كنت أبني مساره في مخيلتي وأضع أحجاره مرصوفة  رغم ضعف قوتي وسندي ولكن الأيام أجهدتني  امتصت مخزون الأمل في جرابي واستسلمت في النهاية لقدري ولما ركدت إلى الفراغ خِطتُ من أشلائي جسدا جديدا وصعقت قلبي بصواعق كهربائية مركزة  اعادت نبضه للحياة  لمّا خرقه الحب  استنهض فيه روح المناضل أردت التنعم بضحكة مشحونة بذرات من سعادة وبدأت أسعى سعي المهاجر كي أقطف قطوفا من جمال وأتلذذ بحبات من فرادة  كانت شمعة مضيئة تريد هواء عليلا وكنت ظلا منكفئا على نفسي وحين برزت للشمس  كسرت قواعد الحب بحرارة زائدة  ولم أترك أرضا لوضع أساسات صلبة مشاريعي كثيرة غير منجزة  وأبحث عن مولد طاقة كبير  كي أشحن بقايا جسدي  وأشرب من معين الأحلام المنجزة. ________________________________________________ ✍ بلال عرباوي ٢٠٢٠/٠٨/٢٧

مقدود من ألم

مقدود من ألم لم يصنعني غير الألم عجن قلبي بيديه القاسيتين وعرك مهجتي مرارا وتكرارا حتى صيرها متلهفة لكل قطرة إحساس وكل هبة من شجن بعد أن اجتاحتني أمواجه المتلاطمة أصبحت مقدودا من لحن ونغم حين أرغب في البكاء تخرج مني أهازيج البداوة الحزينة توشحها تنهيدات مقتلعة من أعماق التراب الندي ويرن الناي بعدها ناشجا وتدمع عين الغيوم عشقا وتمطر السماء صبابة وتسكب المحابر ريقها الأسود لترتوي الصفحات البيضاء من أفواهها وتنتشي حين تسعد خلجاتي يصير اللحن أهزوجة الربيع فتترنم الطيور المهاجرة بالغزل وتقفز الحروف من أسطرها راقصة كفتاة تركت كل مسحة من خجل لتخرج القصيدة في فستانها مختالة فتبهر الأسماع وتوزع القبل على جبين من رام الانتشاء بريق قصيد أو بلحن أمطار السماء لم يصنعني غير الألم قدح في فؤادي فتيل شمعة لا ينطفأ وتلك الحرارة التي انتشرت كسرب نمل في بيدر الحصاد لا يعرف أين المستقر طوقتها بقبضتي وسكبتها شعلة حبر في قلمي وخطت منها ريشتي كل تلك الجمل. _______________________________________________ ✍ بلال عرباوي ٢٠٢٠/٠٨/٢٣

الطبيب الجيد

الطبيب الجيد سلسلة درامية أمريكية تتناول تأقلم مرضى التوحد مع محيطهم، كيف لهم وبذكائهم المتفوق أن ينسجموا في بيئة تنافسية. شون مورفي الشخصية الرئيسية في هذه السلسلة الممتدة على ١٨ حلقة في جزئها الأول هو طبيب ذو ذكاء عال، وذاكرة تصويرية متينة يريد التخصص كجراح وأول عقبة أمامه هو مرض التوحد الذي يعاني منه، مع عدم تقبل الأطباء والإطار الصحي لوجوده خوفا من ارتباك يصيبه أثناء إحدى العمليات ويخلف لهم ضررا كبيرا في المستشفى وفي صمعته. شون تحدى الجميع وكان متفوقا في إنجازه، ووجد عديد الحلول داخل قاعة العمليات وخارجها ساعدت المرضى في تخطي أزماتهم. دافع عنه د أرون جلسمان مدير المستشفى، الذي عرفه منذ صغره وكان مرشده حتى اكتشاف مرضه بالسرطان. سلسلة مفيدة ورائعة تصور الإرادة الكبرى لدى مريض التوحد في التفوق رغم علاقاته الشخصية المعقدة وأزمة التواصل التي يعاني منها. ___________________________________________ بلال عرباوي ٢٠٢٠/٠٨/٢١

كره وحلوى

كره وحلوى كورقة بيضاء ولدت أو كقدح من حليب لم تكن تلك العقد موجودة في حياتي كنت طفلا مرحا ألعب بالتراب فلم يكن متاحا لي غيره أصنع من علب السردين الملقاة مجرورات ومن حبات "الحرمل" عجلات سيارة كنت أرفرف بجناحين من حب ومن شغف وأطير بسعادة غامرة كنت طفلا صغيرا يحب الحلوى وأذهب كليومترات حتى أشتريها من البائع القادم "للزردة" أقاوم تعب الطريق بالأمل في المكافأة الجميلة أشاهد عرض الفروسية وأغلق بيديّ الصغيرتان أذناي حين إطلاق الرصاصة الاستعراضية كنت لا أكره أحدا ولم يتسرب ذلك الشعور لقلبي قبلها ولكن قطعة حلوى لم تهد لي في أحد الأعراس وميّز مرافقي عني بها وقتها انسل ذلك الشعور البغيض لنبضي وتغلغل في سويداء مهجتي كرهت موزع حلوى الأعراس وكرهت بعدها المحاباة ولم تنتزع  الأيام تلك الذكرى أصبح الكره شعورا معمرا فيّ ولكني لم أكره الحلوى. ________________________________________________ بلال عرباوي ٢٠٢٠/٠٨/٢٠

كلمات أولى

كلمات أولى لمّا خططت أولى كلماتي لم أكن أعرف أن هذا الفيض سيربو كنت وقتها محموما وكان الشتاء قارص البرودة كنت أخطط لكتابة اعتراف موقع بأحرف اسمها ولم أكن أدري أنه صنف من أصناف البلاغة ولما خفتت الحمى وانجلى ذلك الأثر العميق للصقيع في داخلي ولم يبق غير وعيي وحيدا مع الظلام افتكرت صورة أخرى لمعت كالشمس حين اشراقها كتبت بيتا وثانيا وأردفت الثالث حتى العشرين انساب مني الشعر كدفق عين عصا موسى حين انفلاقها لمّا كتبت أولى كلماتي كان الفصل شتاء وكنت كزمهرير مستفحل الحرارة جذبني مغناطيس خفي للغوص في ثنايا الأبيات ولما استفقت من انبهاري وجدت نفسي منساقا وراء تجويد ما اكتب كان الفصل شتاء وكان جوعي للذة السحرية كبيرا أصبحت شرها كأسد بقي أعواما دون اكتفاء  وحين انطلق في البراري استيقظت فيه غريزة التلذذ بالدماء الطازجة لمّا كتبت أولى كلماتي تركتها في ركن مظلم حتى تتخمر ولم أعرضها للضو خشية أن تحترق نحت من جميلة أسرتني منحوتة من شمع وخفت إن قدمتها للشمس أن تسيل قطرات دامعة حين كتبت أولى كلماتي حسبت أنني أفرغ جرابا واحدا وينتهي تدفقي والآن أنا أنهمر كلما امتل

ما هذا العفن؟

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1706901552797573&id=100004332338019 ما هذا العفن؟ ما هذا العفن؟! تزكمنا الروائح والعطن  خلنا أنفسنا تحررنا  وذهب التمجيد والتقديس والدجل  خلنا أننا مضينا  في طريق معبدة، معمدة بالدموع والدماء والشجن  خلنا أننا استحقينا الوطن وها قد عدنا  للتصفيق والتهليل والتباريك والدجل  عشرا مضوا  قلنا أنها ستكون بلسما للجراح  خلنا أنها ستستخرج كل قيح  وتعيد للخلايا طهرها  وتزيل ذلك النزيف في القيم  أو ستبني جسرنا نحو الفلاح  نحو بلد حر بلا خصام ولا فصام ولا تشنج ولا حزن  خلنا أن الربيع سيزهر  والنحلات العاملات ستصنعن العسل  ويهب الفراش وينبث في كل ركن  وستصدح العصافير بشجي لحن  وتصفق الأطيار بأجنحتها لعرس أقيم بعد كرب وألم  حين أفقنا ذات صبح  وجدنا أننا في تاريخ قديم  حيث التفنن في العفن  وجدنا أحلامنا تلك التي عجناها  قد أصابها العطن  وجدنا أن الخلايا التي زرعناها  وأقمنا نحرسها من الجراثيم والقيح  قد أصابها خلل قديم لم ننتزعه حين أجرينا الجراحة  هل قدرنا أن نكون مصفقين مهللين؟  متى سنتحرر جميعا من هذا الكفن 

أنا ووحدتي

أنا ووحدتي أتسامر أنا ووحدتي القمر لا يضيء هذه الليلة أو أنه أحتجب ببعض الغيوم يرين صمت كئيب على الغرفة يهيج دواخلي  ويتركني أتقلى على فراش من زمهرير زمهرير الاختناق الممض  أكتم صرخات فؤادي كي لا يستمع إليها الكون  ويستيقظ من غفوته التي أخذها منذ قليل وحدتي تجالسني وتشرب كأسا من عصير رأسي صامتة صمت المقابر تنهش روحي كرضيع جائع  ولما تشتد قوتها تغرز أنيابها في قلبي ليدوي الألم ويقرع كل كياني وحدتي التي تنهش عظمي وتقيم حفل شواء من أطرافي تتلذ تقليب قلبي على نارها الملتهبة ولما تنتشر رائحة الشواء في محيطي  تغرف منها بكلتا يديها  وتبتلع كل بقاياي دفعة واحدة  أحاول طردها باختلاق حديث جدي  ولكنها أشد عناد مني  تكافح كي تتمكن من كل مفاصلي  وتكون هي الناطق باسمي أدافع عن وجودي بكسر الرتابة  وأجرب الدخول لعوالم أخرى  متسلحا بما اكتسبته من جلد وصبر أهزمها في فترات كثيرة  وأفرح أنني قد طردت شبحها  وما أن أعود للصمت  حتى أجدها هناك في ركن الغرفة تنظر إليّ وتبتسم أتسامر مع وحدتي  وأكتب لها شعرا  أتحرر به من صخو

أنا حر.. أنا حر

أنا حر.. أنا حر حين افتككنا حريتنا  ورحل الطاغية مصاص الدماء  قلنا أننا سنطير بأجنحة جديدة  وسنحلق في الفضاء دون قيود تشدنا  سنبلغ الأفق البعيد  ونلامس الغيمات بأصابعنا  ونفرد طموحاتنا على قارعة الفضاء  ونتركها تتخفف من سلاسل الجاذبية المكبلة  ستطير مبتعدة تروم نقطة اللاعودة  وسنلحق بها بنشوة غامرة  لم نفكر أن العبيد سيحنون للعصا والمطرقة لم نفكر أن اللجام عادة  وأن العادة متأصلة متجذرة حين افتككنا حريتنا ذات شتاء امتزجت دماؤنا بالدموع  ولكن الفرح قد سرى في عروقنا  ها قد هزمنا غريمنا لم نقتلع جذوره المتعفنة  وبدأنا في حراثة أرضنا  وكلما زرعنا بذرة واخضرت أوراقها  نشب من تحت التراب نابه وغرز فيها ذلك العفن  أيا شعبا ضحى بأولاده حين استكان الجميع وشهد الدماء تسيل من ذلك الصريع وبكى الأهل والرفاق بسيل من دموع  مغادرة شمعة مضيئة وحمل وديع ها قد عاد العبيد يطلبون جراء مصاص الدماء ويرفعون من قدرهم الوضيع يتسابقون بالتمسح على أعتابهم  ويلعنون الحرية التي فتكت بكبيرهم  يلجمون الأفواه كما اعتادوا سابقا ويسكتون صوت الثوار ع

حرية التعبير، كل لا يجتزأ

حرية التعبير، كل لا يجتزأ اذا لنلخص في هذا الموضوع، ورغم أنني لم أشأ أن أكتب فيه، فلطفي العبدلي معروف ببذاءة أسلوبه وكلامه المقزز ولا يستحق من أحد أن يدافع عنه، فلسانه أطول من كل من يكتب، لكن المستفز في الأمر أن هناك من يصنف في حرية التعبير، هذا حرية تعبير وذلك اسفاف مع أن الأول أقذر بكثير.  وجدته منذ أيام يدافع عن تلك البنت التي اختنقت من تونس فأرادت أن تغادرها بأيسر طريقة ممكنة، هات سأخوض في معتقد هذا الشعب الذي بقي محافظا بعد كل تلك القذائف التي شنوها تجاهه من تخلف ورجعية وظلامية وغيرها وكل من دافع عن معتقداته وحياته الدينية التي لا يقبل فيها مساسا أرجعوه بحقد أعمى وبرؤية مظلمة نهضاويا وكأن النهضة تحتكر الإسلام، وسأكون جاهزة بعدها للانطلاق في رحاب أوروبا وأمريكا دون قيود. فأنا دون كيشوت تونس الآن والكل يحاربني ويقمع صوتي من الحرية.  ولم تبتعد الحكاية كثيرا، وأتى حديث "الكلصون" للعبدلي الذي لم يستثن أي من سياسيي تونس بالتهكم والسخرية، ثم إنه مسرحي بذيء الكلام كما قلنا يشترط عليك لدخول مسرحياته أن تتقبل أولا ما يكتبه من بذاءة والا فأنت غير مطالب بدخول عر

من قلب العاصفة

من قلب العاصفة عدت للتو من قلب العاصفة في حلم نسيت تفاصيله استغرقت متلذذا الوقوف من جديد لم أكن أعرف أنني أقف على ناصية الهاوية ارتخى جسدي وأصبح لا يقاوم ضاع نفسي بين الحلم الجميل وانسداد القصبة الهوائية لم تكن هذه أول مرة أزور فيها هذه المنطقة أدخل غياهب الموت بساقيّ وأطل من على الحافة على ذلك البئر العميق الأسود في ثوان قليلة اكتشفت أن السواد أكثر حدة من ليلة دهماء ومن خسوف قمري حاد لم تكن هذه المرة الأولى التي أقف فيها أطلب قليلا من الهواء لأعود للحياة ولكنها أول مرة أكتب فيها بعد الاستيقاظ أنا الآن في حياة جديدة ويبدو أن تجاربي في سنتي الجديدة ستكون أكثر حدة سأصنع لنفسي جلد تمساح كي لا ترهقني الطعنات القاسمة وأقاوم بعزم من حديد مآلات أيامي القادمة عدت للتو من قلب العاصفة أحمل روحي بين يدي وأعدت زرعها في جسدي لأكتب من جديد ذكرياتي وأوثق خيوط تجاربي. _______________________________________________ بلال عرباوي 2020/08/02